يصف السفر جنازة مدينة! إنها صورة دامعة لما كان يسمى في وقت ما مدينة أورشليم الجبارة، والآن تحولت إلى حطام بواسطة البابليين ويظهر إرميا عواطفه نحوها في خمس قصائد... لقد ماتت أورشليم ، وهي ترقد الآن مهجورة.
كتب إرميا مراثيه بالترتيب حسب الحروف الأبجدية، فمثلاً ابتدأ كل أصحاح بحرف الألف، ثم يتقدم آية بآية خلال جميع الحروف في الأبجدية العبرية إلى أن يصل إلى آخر حرف فيها. وفي وسط هذا يصرخ إرميا: "هي جديدة في كل صباح، كثيرة هي أمانتك" (3: 23).
وبالرغم من الموت والتحطيم الذي يُظهر أن الحياة تتحلل، يرجع إرميا إلى انتصار الإيمان: إن الله لم يتخل عنه أبداً في الماضي، وأنه وعد أنه سيظل أميناً في المستقبل. وفي ضوء الله الذي يعرفه ويحبه يجد إرميا الأمل والسلام.
لا يذكر السفر اسم مؤلفه، ولكن الشواهد الخارجية والداخلية تثبت أن إرميا هو المؤلف كما أن الترجمة السبعينية والتلمود (كتاب الشريعة اليهودي) تدعم ذلك.
إن الطريقة التي يعرض بها السفر الأحداث توضح أن المؤلف كان شاهد عيان لسقوط واحتلال وتحطيم أورشليم (1: 13- 15، 2: 6، 9، 4: 1- 12). وقد شاهد إرميا سقوط أورشليم وبقى فيها بعد سبي الأسرى( إرميا 39).
هاجم نبوخذ ناصر أورشليم في الفترة من يناير 588 ق.م إلى 586 ق.م. وسقطت فقط في يولية 586ق.م وأحرقت المدينة والهيكل في 15 أغسطس من العام نفسه وكتب إرميا المراثي غالباً قبل أن يؤخذ أسيراً إلى مصر.
0 Comments:
إرسال تعليق