يكمل سفر الملوك الثاني التاريخ المأساوي لدولتي شعب بني إسرائيل. ونرى فيها تولي 19 ملكاً على إسرائيل إلى سقوط الدولة في يد الأشوريين. على أن الصورة كانت أحسن قليلاً في دولة يهوذا حيث كان بعض ملوكها مخلصين لوصايا الله وحاولو إصلاح الشر الذي عمله من سبقوهم من الملوك.
بَينَما نَقراُ ملوك الأول والثاني، نَتَعَلَّمُ عن قِيَامِ وسقوطِ المملكة التي أرادَها بنو إسرائيل. لقد وَصَلَت هذه المملكةُ العِبريةُ إلى قمَّةِ قُوَّتِها من ناحية الأُبَّهة والمجد، تحتَ حُكمِ سُليمان. ولكنَّ هذه المملكة لم تُعمِّر طويلاً، لأنها لم تَقُمْ بإرادةِ الله الآمرة، بَل بإرادَةِ اللهِ السَّامِحَة. نقرأُ في ملوك الأول وَصْفَاً عن إنقسام المملكة. في مُلوك الثاني، نرى القسمين الشمالي والجنوبي من المملكة يسقُطان. سقَطَت مَملَكَةُ إسرائيل الشَّمالِيَّة على يَدِ الأشُورِيِّين؛ وسقطَت ممَلكَةُ يَهُوَّذا الجَنُوبِيَّة على يَدِ البابِليِّين، وسُبِيَت إلى بابِل.
عندما تدرُسُ سقوط المملكة الجنوبية بتمعُّن، سوفَ ترى أن إحتلالَ وسبيَ هذه المملكة الجنوبية لم يكُن بالبساطة التي يظنُّها البعض. بل نقرأُ أن أورشليم سقطَت ثلاثَ مرَّات في مرحلةِ عشرين سنةً. فلقد سقطَت أورشليم للمرةِ الأولى عندما كان يهوياقيم ملِكاً. سلَّمَ يهوياقيم المملكة وخدمَ ملكَ بابل لثلاث سنين. ثم تمرَّدَ يهوياقيم على قواتِ الإحتلال البابليَّة. فكان على البابليين أن يحتلوا المدينة ثانيةً. وفي هذه المرة الثانية، كان يهوياكين إبن يهوياقيم هو الذي سلَّمَ المدينة. في هذه المرة الثانية التي سقطَت فيها أورشليم، قُتِلَ الكثيرُ من بني إسرائيل فيها. وكثيرون من أولئكَ الذين لم يُذبَحوا، أُخِذوا أسرى بالسلاسلِ إلى بابل. وبعدَ ذلكَ، عيَّنَ البابليون ملِكاً أُلعُوبةً في أيديهِم هو صدقيَّا، الذي حكمَ أورشليم كملِكٍ دُمية لعشرِ سنواتٍ تحتَ سُلطة البابليين. ولكن صدقيا بدورِهِ تمرَّدَ، وهكذا سقطَت المدينةُ للمرةِ الثالثة. ولكن في هذه المرة الثالثة، دُمِّرَت مدينةُ أُورشَليم وأُحرِقَت تماماً.
0 Comments:
إرسال تعليق